شكراً للمهندس الحسيني

من لا يعرف فارس مقالنا هذه المرة ولو أنه أشهر من نار على علم هو المهندس خالد بن سعد الحسيني .
مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساءسابقاً ومدير مركز النخيل والتمور حالياً ، ذلك الرجل العصامي الذي شق طريقه بالعلم والمعرفة فبدأ مشوار حياته طالباً للعلم حتى نال أعلى الشهادات العلمية بامتياز أهلته لتولي المهام والمسؤوليات التي أنيطت به لاحقاً .
فبدأ الانخراط في العمل متسلحاً بالعلم الذي تعلمه والاصرار على تقديم شيء لوطنه وأمته ، ونشاط عجيب لا أقول عنه إلاّ خارق ، وزاد على ذلك حس القيادة والجدية التي لم تخرجه عن أطار المسؤولية المتزنة والملتزمة بالعمل المخلص ، مما جعله يرتقي إلى أعلى المناصب وأرقاها . حتى وصل مديراً لمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء . وما إن ترجل فارسنا عن هذا المنصب قبل أيام قلائل حتى أتاه منصب أخر لا يقل عنه كفاءة ومسؤولية فتم تكليفه مديرً لمركز النخيل والتمور بالأحساء ، وغيرها من المناصب الإدارية الأخرى والعضويات في كثير من اللجان التي لا تقل أهميه عن سابقاتها .
ولم تكن تلك المناصب التي تقلدها بالصدفة ولكن هي نتاج عمله الاحترافي المتقن وتخطيطه السليم .
حيث كان شعلة من النشاط قلَّ ما تجده على الكرسي في مكتبه ،، كان كالنحلة يتنقل من مكان الى مكان ،، تارة في الشمال وتارة في الجنوب ،، لم يقتصر نشاطه وزياراته التفقدية ومتابعته لسير العمل داخل المحافظة بل أمتد إلى خارجها ، إلى المركز والهجر التابعة للأحساء إدارياً ، وكأنه رحّال ، من مركز يبرين جنوباً الى مليجةشمالاً .. أخذ على عاتقه تلمس حاجة هذه المراكز بنفسه وما تحتاجه من تسهيلات تخدم المزارعين ..
يتحمل عناء الاسفار ومشقات الطرق واحياناً سوء الاحوال الجوية في سبيل تقديم عمل يرضي به ربه و ولاة أمره و يخدم به وطنه ومواطنيه ، ولعلمه أنه تولى إدارة مدينة ربما تكون الأولى من حيث الاهمية للأمن الغذائي للمملكة .. لخصوبة ارضها ولوفرة الماء فيهاولتعدد منتجاتها الغذائية وطاقة سكانها وشغفهم بالزراعة ألا وهي ” الأحساء ” …
لم يكن يوماً مديراً يوقع المعاملات ويتفقد سير العمل بالهاتف فقط بل كان يقف جلّ وقته بالميدان ، تارة مرشداً زراعياً ، وتارة مسوقاً بارعاً اقتصادياً ، وتارة أخرى مربياً محباً للمواشي .
لم يكن نشاطه واهتمامه مقصورا على مجال بعينه . بل كان شاملاً ، حتى الاحتطاب في الصحراء والسمك في الماء لاقى اهتمامه ورعايته .
كان يحرص كل الحرص على التوعية ويؤمن بها أشد الايمان وذلك من خلال حرصه على اقامة الندوات و ورش العمل واستقطاب ذوي الخبرات ليقدموها في شتى المجالات التي تعني الزراعة والبيئة والمياه . كان شديد الحرص على الاستفادة من الثورة العلمية للمحافظة على الثروات التي تتمتع بها الأحساء وضواحيها .
بإختصار وحتى لا يطول المقال سعادة المهندس خالد الحسيني مثال حي للمسؤول الذي يتميز بحكمة القائد وبصيرة العارف و المحب المعطاء المتواضع الطيب الذي أحب عمله وأحب الناس وبادلوه بالحب والعرفان وأنا أحدهم .
واقول قبل الختام شكراً من القلب لرجل الأعمال والوجه الاجتماعي المشرق الشيخ عبدالعزيز بن محمد الموسى الذي كرّم قبل أيام قليلة سعادة المهندس خالد الحسيني وثمن جهوده ، وأتمنى من أهالي الأحساء قبل مسؤوليها بإقامة حفل كبير لتكريم سعادته بمثل ما أسعدنا بحسن تعامله وعمله .
وأخيراً لا أملك إلاَّ أن أقول للمهندس خالد شكراً بحجم السماء وشكراً بصفاء الماء العذب على كل ما قدمته سابقاً . واعذرني على التقصير فالحروف تعجز والكلمات تصغر عن إيفاءك حقك يا أبا سعد أنت وأمثالك من المسؤولين المخلصين .. فـقـد ” أتـعـبـت مـن بـعـدك يـا أبـا سـعــد ” .
أتـمنى ممن أتى بعدك و خَلَفك المهندس ابراهيم بن خليل الخليل أن يحذوا حذوك وأن يوفقه الله هو وكل مسؤول في بلادنا . واتمنى لك شخصياً التوفيق في كل مناحي حياتك ..
الكاتب : سالم محمد المري