رحيل ضيدان .. يبكي الأعيان ..! بقلم: سالم محمد المري #الرقيب_نيوز #الكويت. #مجلس_الوزراء

رحـل عن دنيانا الفانية مسـاء الاحـد 27/6/1443هـ
رجلٌ ولا كل الرجال . وقلّ أن يجود الزمان بمثله ، رحل ضيدان بن العّبيد الى جوار ربه .
( الرئيس السابق لمجموعة قصاصي الأثر” ال جابر ” بإدارة المجاهدين بالرياض ) .
وبرحيله فقدت القبيلة ركن من اركانها ورجل من خيرة رجالها وفقدت الديرة ” يبرين “علم من اعلامها وفقدت الدوحة مكرم الضيفان وملجم العدوان .
نؤمن أن الموت حق وأن هذه الدنيا فانية ، ولن يبقى عليها إلا وجه الله سبحانه وتعالى : ” كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام “..
لكن الحزن على فراق من نحب يدمي قلوبنا ، نحن نعلم أن رحمة الله واسعة ، وألا ملجأ لنا إلا الله ، بالدعاء والصبر والاحتساب ..
ونعلم أن الموت حق وهو الحقيقة الراسخة.. ونعلم كذلك أن الحروف تعجز عن وصف الفراق كعجزها عن وصف الحب ، إلاّ أنها سبيلنا الوحيد للتعبير عن أحزاننا وآمالنا ، عن الأمس واليوم والغد .. فبالحروف نحاول التعبير عن ألم من نفقدهم ، وبها نسجل جزءاً من تاريخهم وعفويتهم وبساطتهم وطيبة قلوبهم..
هذا الرجل الذي رحل عَن دنيانا بوفاته فقدنا قلباً يطوّقه الحب والطيبة . قلباً يغمره الأمل والتفاؤل ويسكنه الوفاء ، قلباً لم تغيره السنين بل ظل كما عرفناه سامياً متسامي . رحم الله أبا محمد رحمة واسعة ، رحم الله رجل الصدق والشهامة .
لا أعتقد أن كلمات الرثاء ستعبر عما تكنه القلوب لهذا الرجل النادر المثال في علاقاته وأسلوب تعامله مع الناس ، فهو صاحب الوجه البشوش والطلعة البهية والأخلاق السامية والابتسامة الصافية ، تلك الابتسامة المشرقة التي جعلها شعار حياته وعنوان لقياه مع من يعرف ومن لا يعرف ؛ متمثلاً في ذلك قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه : ( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ) . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طلق ) .
لقد كان الفقيد أنموذج الإنسان المثالي في حسن تعامله ، كريماً في نبل عطائه ، صاحب أريحية في تلبية نداء الواجب في الكثير من مناسبات البذل والعطاء ، يحب الخير للناس صادقاً في نصحه وتعامله .
ولأنّ الثناء الحسن بشرى للمؤمن ، كما جاء في الأثر والناس شهود الله في أرضه ، فإنني أقولها وبكل صدق وأمانة .
إن فقيدنا المرحوم ــ ضيدان بن محمد ال عّبيد آل جابر المري ــ كان من خيرة الرجال الفضلاء الذين عرفتهم .
واستحق الثناء من الجميع دون استثناء ، لذا كان رحيله حزناً كبيرا في قلوب محبيه ، ولا نملك إلا الدعاء له .
رحم الله أبا محمد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة ..
وإلى جنات الخلد إن شاء الله وستبقى ذكراك العطرة راسخة في قلوبنا ، وستجد أعمالك الخيّرة في ميزان حسناتك بإذن الله تعالى . وكما قيل : لا تموت ذكرى رجل خلّف وراءه أنجالاً كراماً نهلوا حسن التربية وتزينوا بعظيم الاخلاق من مدرسته وهم لن يتوانوا عن اكمال مسيرته والتحلي بخصاله ، كما نهل المرحوم ضيدان وإخوانه الاعزاء من قبل من نبع والدهم الفضل والشيخ الجليل محمد بن العّبيد رحمه الله .
وللتعريف أكثر بضيدان وإخوانه لمن لا يعرفهم هم باختصار طيبين المبادي كعام المعادي ..
وهم عيال رجل” نادر” بالطيب والباس الشديد ، محمد بن العبّيد ، رجلٌ خدم دينه و وطنه وحكامه وقبيلته وديرته بكل تفاني واخلاص .
رجل كان يحضى بتقدير كل من عرفه او سمع بذكره ، وعلى رأس هؤلاء حاكم نجد السابق وقائد مسيرتنا وحاكم مملكتنا الحالي الملك سلمان أطال الله في عمره .
رجل كان رئيساً لمجموعة قصاصي الأثر ” ال جابر ” بإدارة المجاهدين بالرياض .
رجل يضرب به المثل في كل علوم المرجلة وقيم الاخلاق ، هو والكرم صنوان لا يفترقان ، فهو من رهن بشته حتى يكرِم ضيفه ، وهو من يُعرف عوده لجودته عند باعة العود بسوق الديرة بالرياض بعود محمد بن العّبيد لشدة حرصة رحمه الله على تقديم اطيب وافخر العود لضيفانه .
رجل عُرِف بحكمته وحنكته وقوة حجته .
والشواهد كثيره على مناقبة التي لا يتسع المجال لذكرها .
الجدير بالذكر أيضاً أن الفقيد ضيدان رحمه الله خال الشاعر الفذ الكبير محمد بن الذيب العجمي الذي أقول له جبر الله كسرك وربط الله على قلبك وقرّب بعدك وأعانك الله على غربتك وجمعنا بك وكل ذويك قريباً وأنت بصحة وعافية .
تعازينا الحارة لجميع أهله وذويه وكافة محبيه .
وإنا على فراقك لمحزونين .
والله المستعان .
( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) .